الحليب المجفف : منتج استهلاكي دعمته الدعاية وقلة الوعي بالصحة

[المشاغب]

الحليب المجفف : منتج استهلاكي دعمته الدعاية وقلة الوعي بالصحة

قلة مزارع الألبان وتشابه الطعم من عوامل حب السعوديين له
"الحليب المجفف" منتج استهلاكي دعمته الدعاية وقلة الوعي بالصحة

تغيرات سلوكية شهدها المجتمع السعودي والكثير من الجتمعات العربية ساعدت على الإقبال على الحليب المجفف
ترسبت فكرة الاعتماد على الحليب المجفف في المجتمع السعودي لعدة أسباب، أبرزها أن المجتمع يعتمد على الحليب المجفف أكثر من الطازج، لأن الحليب الطازج لا يتوفر بكميات كبيرة تخدم حاجة المستهلكين، كما يؤكد نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية في وزارة الصحة الدكتور خالد المدني.
وأضاف المدني أن من الأسباب التي أدت إلى اعتماد السعوديين بشكل أكبر على الحليب المجفف أن التجار يعتمدون على ترويج هذا النوع من الحليب، لأنه يوفر كمية كبيرة في مساحة صغيرة، وذلك بعد استخلاص المياه من الحليب الطازج، وتحويله إلى نوع من الحليب هو في الحقيقة عبارة عن بودرة تحمل كافة المميزات التي يتميز بها الحليب الطازج.
وعن المميزات التي يمتلكها الحليب المجفف قال المدني إن هذا الحليب تكون مدة حفظه أطول، كما أن قلة شركات الألبان لها دور في ذلك, بالإضافة إلى أن طعم الحليب المجفف متشابه، بينما نجد أنواع الحليب الطازج الموجودة في الأسواق مختلفة الطعم، وذلك لأن الماشية الموجودة في مزارع الألبان تكون مستوردة من أكثر من بلد فمنها الماشية الأسترالية والنيوزيلاندية والدنماركية والهولندية، ومن الطبيعي أن يختلف طعم الحليب نظرا لاختلاف بيئات هذه الماشية.
غياب الثقافة الغذائية الصحية
من جانبه يقول استشاري أمراض التغذية والسمنة بمستشفى القوات المسلحة بالجنوب الدكتور وليد أبو ملحة إن ثقافة الحليب المجفف دخلت للمجتمع السعودي في وقت الطفرة التي عاشتها المملكة منذ ثلاثة عقود، والتي صاحبها العديد من التغيرات السلوكية، ومعها تغيرت السلوكيات الغذائية للمجتمع السعودي الذي أصبح مجتمعا استهلاكيا بلا وعي.
وقال أبو ملحة إن غياب الثقافة الغذائية الصحية والتمييز بين الجيد والرديء في المجتمع كان وراء انتشار ثقافة الحليب المجفف، مشيرا إلى حداثة شركات الحليب الطازج والتي بدأت تمارس نشاطها في المملكة منذ 15 عاما، حيث برزت هذه الألبان حديثا بعد أن سيطرت الألبان المجففة.
وأضاف أن التسويق الجيد والدعاية والإعلان للحليب البودرة كان له أثر كبير في هذه الثقافة، إضافة إلى قلة الأسعار نسبيا بالنسبة لمستحضرات البودرة، وسهولة التخزين والنقل والاستخدام في أي وقت، وعدم التلف بسرعة.
مادة لا يستغنى عنها
وعن أهمية الحليب للأطفال أشار أبو ملحة إلى أن الحليب مادة غذائية لا يمكن الاستغناء عنها للأطفال وقال أن غلاء الأسعار قد يؤدي إلى عودة المرأة إلى الرضاعة الطبيعية والتي ثبت علميا أهميتها بالنسبة للنواحي السلوكية والبدنية والاجتماعية للطفل في المستقبل وقلة إصابته بالأمراض الوقائية المزمنة، إضافة إلى استقراره النفسي وارتباطه العاطفي بأسرته.
وأضاف أنه في ظل زيادة الأسعار بالنسبة للحليب يمكن الاستعاضة بالمواد الغذائية الأخرى بالنسبة للكبار والاستفادة من المواد الغذائية التي تحمل نفس المواصفات، وأوضح أنها فرصة للتشجيع على التخلص من السمنة بالتخفيف من تناول الوجبات الدسمة، وطالب رجال الأعمال بالاستثمار في مجال الثروة الحيوانية وتشجيع المشاريع الصغيرة في المنازل لصناعة اللبان والأجبان وتوفير مزارع لتوفير الألبان في الأرياف وتشجيع هذه المشاريع.
سهولة الاستخدام
وذكرت مشرفة التغذية بمستشفى أبها الخاص خلود العلكمي أن الحليب المجفف من الأنواع التي يقبل عليها المجتمع السعودي، نتيجة لسهولة استخدامه، وتواجده في أي وقت، وخاصة للأطفال.
وقالت إن عدم الإقبال على الحليب السائل نتيجة لسرعة تلفه والخوف من دخول البكتيريا إليه وقالت إن المجتمع السعودي كان قديما يعتمد على الحليب الطازج، وخاصة في منطقة عسير، فكانوا يشربون حليب الإبل والغنم والبقر بعد غليه، ولكن نظرا لتطور الحياة وسرعتها وتغيرها أصبح الناس يجدون سهولة في استخدام الحليب المجفف.
وأبانت العلكمي أن الحليب للأطفال مادة غذائية لا يمكن الاستغناء عنها، والأفضل شرب الحليب الطازج بعد غليه بدرجات حرارة معينة، كما أشارت إلى أن الحليب قليل الدسم أفضل أنواع الحليب.
غذاء متكامل
وعن أهمية الحليب للجسم ذكر استشاري التغذية بجامعة الملك خالد الدكتور هشام الدماصي أن الحليب هو غذاء متكامل بلا شك، ويختلف الحليب المجفف عن الحليب الطبيعي بزيادة نسبة المياه، مؤكدا أن الحليب الطبيعي هو الأفضل لجسم الإنسان، إذا كان نقيا.


وأضاف أن الحليب البودرة أصبح أكثر انتشارا لسهولة استخدامه، حيث يتم استغلال أكبر كميات من الحليب من خلال التجفيف، وقد عمل المصنعون على إضافة فيتامينات لا تتكسر بالغلي بالحرارة، إضافة إلى الكالسيوم وفيتامين ألف ودال، والذي يساعد في نمو الأطفال.
وأشار الدماصي إلى أن الحليب لا يمكن الاستعاضة عنه بالنسبة للأطفال، أما بالنسبة للكبار فيمكنهم الاستغناء عنه بتناول البيض أو المجموعات الغذائية من البيض والخضار واللحوم، وهو غير مهم لكبار السن الذين يقل عندهم مع كبر السن إفراز إنزيم هضم الحليب، مما يؤدي عند البعض لمشاكل في المعدة.
مادة أساسية للمواليد
وقال استشاري التغذية إن للحليب أنواعاً منها المبستر والمعقم والمكثف والمجفف، مشيرا إلى أن توفر الحليب الطازج في بعض الدول يعود إلى عدد السكان، وتوفر كميات الحليب وتوفر المزارع، وخاصة في القرى كما في هولندا، مضيفا أن العديد من السعوديين يفضلون شرب حليب الإبل الذي ثبتت أهميته للجسم، إضافة إلى حليب الأغنام والأبقار، مؤكدا على أهمية الاهتمام بغليه وتعقيمه حماية من الأمراض مثل الدرن والحمى المالطية.
وعن إمكانية الاستغناء عن الحليب للأطفال قال الدماصي إن الحليب هو المكون الأساسي لمنتجات الألبان مثل الزبادي والقشدة والجبن والزبدة، وهو المادة الغذائية الأساسية للمواليد قبل أن يتمكنوا من تناول وهضم الطعام، إضافة إلى أهميته للبالغين، فهو مصدر للكثير من الفيتامينات، وله فوائد عظيمة لجسم الإنسان إضافة إلى فوائد مشتقاته وخاصة اللبن الرائب.
وعن مكونات الحليب قال إنه يتكون من الدهنيات والسكريات والماء والأملاح المعدنية والغازات المنحلة مبينا أن بروتين مصل اللبن هو أجود أنواع البروتين في العالم حيث حل محل بروتين البيض.
تركيبة المجتمع تغيرت
وأضافت اختصاصية التغذية الإكلينيكية بمستشفى أبها الخاص نوف صالح حسين قدح أنه خلال السنوات الماضية تغيرت تركيبة المجتمع السعودي فقد كان الناس يعيشون في قرى، ويعتمدون في أكلهم وشربهم على إنتاجهم المحلي من الحليب واللحوم وغيرها، وقد أحدثت الطفرة نقلة نوعية هائلة في مستوى المعيشة ودخل الفرد، استفادت منها كافة شرائح المجتمع السعودي.
ورغم التفاوت الكبير في حجم الاستفادة إلا أنها اتصفت بالشمولية والعموم فأصبحت النسبة الأكبر من الناس يعيشون في مدن مع الأخذ في الاعتبار التغيرات في نوعية الوظائف وزيادة عدد السكان، مما ساهم في انصرافهم عما كانوا يعتمدون عليه في السابق، فانقطع استهلاكهم للحليب الطازج، واستعاضوا بالحليب المجفف، وتوافق فيه بسهولة تحضيره ومذاقه المستساغ، مبينة أن مزارع الألبان أوجدت حليبا طازجا، فبعض الناس استساغ طعمه ومال الآخرون إلى مداومة استخدامهم للحليب المجفف، كما أن المقاهي تعتمد أيضا على الحليب المجفف مع المشروبات الساخنة، مما عزز حب المجتمع لهذا النوع من الحليب.
صناعة الحليب المجفف
وعن تصنيع الحليب المجفف أشارت قدح إلى أنه يصنع باستخلاص الماء من الحليب الطازج حيث تكون نسبة الدهون أعلى تليها الكيبوهيدرات متمثلة في سكر الأكتوز وأخيرا الرطوبة بنسبة لا تتجاوز 4%، مما يزيد من فرصة حفظه ويمتاز بسهولة تحضيره.
كما أنه يكلف أقل من حيث التخزين والنقل والتوزيع كما يتم الحصول عليه عن طريق معالجة الحليب السائل بدرجات حرارة عالية جدا قد تفوق المستخدمة في عملية البسترة وذلك لضمان قتل جميع الميكروبات الممرضة ولتثبيط الإنزيم المستخدمlipase منعا لحدوث مضاعفات ثم مرحلة التبخير ثم التجفيف للأسباب التالية أقل نفاذية هواء مما يترتب عليه زيادة مدة الحفظ وقلة الطاقة المطلوبة لإزالة الماء من الحليب وبذلك يكون اقتصاديا عند التصنيع.
وقالت قدح إنه يتم حفظه بعد التجفيف في علب خاصة توفر الحماية من الرطوبة والهواء والضوء مع احتمالية حفظه لمدة 6 أشهر تحت الظروف المناسبة، ومن الممكن إضافة بعض الفيتامينات والمعادن لزيادة القيمة الغذائية وهذا النوع من الحليب لا يحتاج أن يحفظ مبردا لقلة نسبة الرطوبة به ويتم وصفه للأطفال بناء على الحالة الصحية للطفل مع الأخذ بعين الاعتبار العمر وعدم تغييره إذا ناسب الطفل وعن الحليب الطازج أفادت أنه يؤخذ من الحيوانات "البقر والغنم "ومصدره النباتي مثل حليب الصويا أهم وأنفع للاستخدام.
وأضافت أن الحليب طويل الأجل تتم معالجته لتصل مدة الحفظ إلى 6 أشهر وقد تتم إضافة بعض المعادن والفيتامينات بعد المعالجة بينما الحليب قصير الأجل مدة الحفظ من 4 إلى 7 أيام ويوضح الجدول التالي تركيب أنواع الحليب.
وقالت اختصاصية التغذية الإكلينيكية " يوجد بالأسواق أنواع مختلفة من الحليب ومن المتعارف عليه أكثر هو حليب البقر باختلاف درجاته كامل الدسم وقليل الدسم وخالي الدسم والحليب قليل الدسم 1% يعطي بما مقداره 86 إلى 105سعرات حرارية و0.4 -2.4 غرام من الدهون و240 مل في الكوب الواحد وحليب قليل الدسم 2% يعطي بما مقداره 120 إلى 125 سعرات حرارية و4.7 غم من الدهون في الكوب الواحد، ويمد الحليب المجفف كامل الدسم الجسم ب246 سعرات حرارية لكل 100 غرام بينما الحليب المجفف خالي الدسم بـ100 سعرات حرارية لكل 100 غم".
دهون مشبعة
وذكرت قدح أن ثلثي الدهون في الحليب هي دهون مشبعة ويستفيد منها الجسم في بناء غشاء الخلايا والهرمونات وإحاطة الأعضاء الداخلية، إضافة إلى أهميتها في نقل الفيتامينات الذائبة في الدهون ا و د و ه و ك. وقالت الحليب الطازج أفضل من الحليب المجفف لوفرته وسعره المناسب وجودة طعمه وإمكانية إعطاء الأطفال من العبوات الجاهزة خلال الدوام المدرسي، إلى جانب احتوائه على نسبة عالية من الأحماض والبروتينات التي يفقدها الحليب المجفف أثناء تجفيفه، لكونه يتعرض لدرجة حرارة تصل إلى 120 درجة مئوية داخل البرج المخصص لصنعه إضافة إلى احتوائه على نسبة دهون أعلى من الحليب الطازج سواء أكان طويل أو قصير الأجل وكون الحليب طويل الأجل مدعماً بالفيتامينات فلا بد من الأخذ في الاعتبار حساسيته للضوء والرطوبة والحرارة، ويجب حفظة في درجة حرارة 25 درجة تقريبا.
منقول من جريدة الوطن السعودية


المواضيع المتشابهه:

• العثور على آثار مادة الميلامين في الحليب المجفف الصيني
• أسباب و علاج الأرق وقلة النوم
• سلطة ورق العنب بالزيت لذيذة جدا وشهية

المصدر: منتديات توات العربية العالمية - من قسم: الصحة والحياة

---

hgpgdf hgl[tt : lkj[ hsjigh;d ]ulji hg]uhdm ,rgm hg,ud fhgwpm ltd] hgl[tt hgpgdf

[كريم الدين]

موضوع جيد جداااا مشكور