منتديات توات العربية العالمية

العودة منتديات توات العربية العالمية > المنتديات العلمية والثقافية > ثقافة ومعاصرة

الملاحظات


www.storegoo.com


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم01-06-2011, 02:31 PMرقم المشاركة : 1
المشاغب
المشرف العام

الصورة الرمزية المشاغب






علم الدولة

المستوى :

الحياة/ 0 / 635

النشاط 290 / 26147
المؤشر 41%

المشاغب غير متواجد حالياً


المشاغب


جديدأسباب سقوط الدولة الأموية

وبتأثير الطغيان الذي ساس به الولاة جماهير المسلمين، انصرف الناس إلى أمورهم، تاركين أمور الدولة في يد الفئة الحاكمة بل انصرفوا إلى الاندماج في كل حركات الخروج على الدولة.. وقد تمخض كل ذلك عن ميلاد تنظيم من أدق التنظيمات في تاريخ الانقلابات السياسية، وهو التنظيم العباسي الذي رفع الراية العلوية (الرضا من آل البيت) أيام سريته .. إلى أن وصل إلى الحكم.
د. عبد الحليم عويس
كان معاوية رضي الله عنه -بلا ريب- أحد دهاة العرب القلائل، وكان رجل دولة وخبير سياسة بمعنى الكلمة.. بيد أنه كانت هناك حقيقة حضارية ينبغي عليه إدراكها وهي : أن الحضارة حين ينفصل جسدها عن دماغها لا يمكن أن تكون قابلة للبقاء.. حين يحدث انشقاق بين روح الأمة وجهاز عملها المادي تحدث الآلية القاتلة وتسير القافلة بلا روح.. تماما كما يسير الذي قطع رأسه من جسده.. إنه لا بد من أن يسقط بعد خطوات!!
ومنذ قامت الدولة الأموية، واعتمد فيها نظام وراثة الخلافة كرها عن الأمة..

منذ هذا الحدث وثمة انفصال بين جسد الأمة وروحها ذاقت منه الأمة الإسلامية مر الأهوال.. وكان أحد الأسباب، بل أهم الأسباب في سقوط الدولة الأموية.

لقد تشكلت طبقة تعطي نفسها امتيازا جنسيا غريب الشكل.. فهي لمجرد أنها من البيت الأموي، حتى ولو افتقدت كل صلاحيات الوجود والحكم بعد ذلك، لا بد أن تقف في الصف الأول.. وأن تقود وتحكم..!! والأدهى من ذلك أن هذه الدولة اعتمدت العنصرية العربية المستعلية حقا تتكئ عليه في سيادتها.. وظلمها!!

وهذه الظاهرة.. تلد أمراضا حضارية خبيثة كلها شؤم وبلاء.. فإن هذه الطبقة سرعان ما يحاول كل واحد منها الحصول على حق.. أكثر شرعية جنسية.. لكي يصل إلى الحكم، وبالتالي يلجأ إلى الدس والخديعة والقتل والاغتيال ويسود الطبقة الحاكمة جو من الصراع الداخلي يمنعها عن أن تؤدي للأمة أي شيء، ويكون كل هم الحاكمين أن يحافظوا على الموقع الذي يقفون فيه.. هكذا كان الأمر بين الأمويين ولا سيما في الأيام الأخيرة من عمرهم.. أيام الوليد بن يزيد، ومروان بن محمد.

ومن الأمراض الخطيرة التي تلدها ظاهرة الانفصام المشئومة استعانة هؤلاء الحاكمين بطبقة تتولى هي في الحقيقة الأمر، وتستبد بالأمة، وحين تستغيث الأمة لا تجد من يغيثها، إذ يكون الحكام في واد آخر بعيد عنها، بل إن هؤلاء الحكام يعتقدون أنهم بوجودهم في مراكز السلطة مدينون لهؤلاء العمال أو الولاة الغاشمين الظالمين.

وقد زخرت صفحات التاريخ بعديد من هؤلاء الجبابرة الذين أساءوا إلى المسلمين والإسلام إساءات بالغة كالحجاج بن يوسف الثقفي في المشرق، والوالي عبد الله ابن الحبحاب في المغرب.

ولقد أساءت هذه الطبقة المصطنعة العازلة إلى تاريخ الأمويين نفسه أيما إساءة، وزينت للخلفاء الأمويين كل جور، وعملت في المسلمين عمل كسرى وقيصر في شعبيهما.. وكانت -يعلم الله- بلاء على المسلمين أي بلاء!! وقد كانت سببا في نجاح الخوارج، وفي إشعال ثورات بربرية، في ساحة الأندلس والمغرب.

وبتأثير الطغيان الذي ساس به الولاة جماهير المسلمين، انصرف الناس إلى أمورهم، تاركين أمور الدولة في يد الفئة الحاكمة بل انصرفوا إلى الاندماج في كل حركات الخروج على الدولة.. وقد تمخض كل ذلك عن ميلاد تنظيم من أدق التنظيمات في تاريخ الانقلابات السياسية، وهو التنظيم العباسي الذي رفع الراية العلوية ( الرضا من آل البيت ) أيام سريته.. إلى أن وصل إلى الحكم.

ولم يك هذا التنظيم لينجح ويجد المناخ والعناصر الصالحة إلا نتيجة سياسة الولاة الغريبة عن روح الإسلام.

وقد اختلف المؤرخون في سقوط هذه الدولة العظيمة.. دولة الفتوحات.. وقد رأى بعضهم، وهم محقون، أنه النزاع بين المضرية واليمانية، الذي ابتدأ منذ أيام مؤسس الدولة الأموية معاوية، قد أدى إلى ضياع بني أمية.

ويرى بعضهم أن مصرع الحسين بن علي في كربلاء كان الداء القاتل الذي تفاقم حتى قضى عليها.

ورأى آخرون أن العامل الهام الذي أدى إلى سقوط بني أمية هو تعصب الأمويين للعرب، مما أدى إلى خروج الموالي على الدولة الأموية وهم غير العرب الذين دخلوا في الإسلام عقب الفتح العربي في فارس ومصر والمغرب.

وما لبث هؤلاء أن أصبحوا أعداء للعرب من بني أمية ولا شك أن سلوك الوليد ابن يزيد الذي أدى إلى مصرعه كان من أبرز الأسباب المباشرة في فساد الأحوال.



كما أن الاستبداد الفردي عامل من عوامل سقوط الدولة قال به كثيرون.

وقد تكون كل هذه الأسباب صحيحة، بل قد تكون متداخلة، لكننا نميل إلى سبب جوهري نراه أكبر الأسباب وأبرزها، وهو العنصرية الأموية التي جعلتهم يرفعون العرب على حساب غيرهم، ويثيرون الأحقاد في بقية الطوائف المسلمة!!

وتبقى عبرة التاريخ الأخيرة في سقوط الدولة الأموية. فإن نصر بن سيار ( والي خراسان ) كان على عهد مروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين.. وكان نصر هذا.. كما كان مروان.. كان كلاهما من خيرة من أنجبت الدولة الأموية.. هذا في الولاة، وذلك في الخلفاء.

لكنهما ظهرا بعد أن اتسعت خروق الدولة على أي راقع، وكان رصيد الدولة من الفساد والتحلل والظلم والضعف، قد أصبح أكبر وأضخم من طاقة أي إنسان.

لقد كانت حركة التاريخ التي هي من سنة الله قد قالت في الدولة الأموية كلمتها.. وقد حاول " نصر " أن يستعمل ذكاءه في إنقاذ الدولة، إذ كان يستشف ببصيرته الوقادة أن ثمة أمورا تبينت للدولة، وأن دولة الأمويين على وشك الرحيل، وكم كاتب الخليفة الأموي الأخير " مروان " في ذلك.. ولكن دون جدوى.. لقد اتسع الخرق ووجب أن ينهار البناء!!

وكان مروان.. مشغولا بسداد " شيكات " سابقيه من الديون.. في بنك الضياع.. فلم يمكنه أن يستجيب لا " لنصر " ولا لضميره الذي كان يحس بقرب الكارثة.. هكذا تفعل الدول بنفسها.. نتيجة ظلمها. وتراكم هذا الظلم.

وعندما سقطت الدولة الأموية سنة 132هـ، ولقي مروان المسكين مصرعه في حلوان بمصر.. كان كتاب التاريخ يطوي إحدى صفحاته.. يطويها بعنف لأن أبطالها أرادوا لأنفسهم هذا... حين راحوا ينفصلون عن ضمير الأمة ووجدانها، ويعزلون أنفسهم عن شعوبهم - بطبقة من العمال الظالمين الغاشمين وبعنصرية عربية قومية ظالمة.. لقد فتحوا كثيرا من الأراضي، لكنهم فشلوا في أن يفتحوا القلوب... والعقول!!

فإن سقوط الدولة الاموية الكبيرة وقيام الدولة العباسية بعدها ليس بالأمر السيط . فمن الناحية السياسية كان سقوط الدولة الاموية سببه الطغيان والفساد المنتشر في قيادة الدولة والتناقض والاختلاف بين اركانها ، وكذلك الثورات المتلاحقة من الفئات المستضعفة ضد الدولة ابتداءً من الرساليين ومروراً بالمعتزلة والمرجئة ، وانتهاءاً بالخوارج ، وغيرهم من الفئات .
هذه الاسباب تفاعلت مع بعضها وكانت النتيجة هي سقوط الدولة الاموية ، وقد سئل احد شيوخ الامويين بعد سقوط دولتهم : ما كان سبب زوال ملككم ؟
فأجاب : " إنّا شُغلنا بلذاتنا عن تفقد ما كان تفقده يلزمنا ، فظلمنا رعيتنا ، فيئسوا من انصافنا وتمنوا الراحة منا ، وتحومل على اهل خراجنا فتخلّوا عنا ، وخربت ضياعنا ، فخلت بيوت اموالنا ، ووثقنا بوزرائنا ، فآثروا منافعهم على منافعنا ، وامضوا امورا دوننا اخفوا علمها عنا ، وتأخر عطاء جندنا ، فزالت طاعتهم لنا ، واستدعاهم اعادينا فتطافروا معهم على حربنا ، وطلبنا اعداؤنا فعجزنا عنهم لقلة انصارنا " (1).
وعندما تبحث في الجواب بلغتنا نراه يعني :
انـا جعلنـا الرجال في غير مواقعهم ، وضغطنا على اصحاب المزارع من الفلاحين ، فتركوا مزارعهم واتجهوا الى المدن ، وبذلك خربت المزارع وضاق الناس بسياسة الدولة ، وبسبب كثرة الاسراف في الاموال من جانب الامراء ، قلّ العطاء ، فبدأ التململ في صفوف الجيش . ذلك لأنه منذ ان تأسست الدولة الاموية على يد معاوية كان الجيش يدين بالولاء لكثرة العطاء واغداق الأموال لا لشيء آخر .
الجيش القائم على العطاء
يقول معاوية في كتابه الى الامام علي ( عليه السلام ) :
" امـا بعد فلو علمنا بان الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض ، وان كنا قد غلبنا على عقولنا فقد بقي لنا منها ما نرم به ما مضى ، ونصلح به ما بقي ، وقد كنت سألتك الشام على ان لا تلزمني لك طاعة " (1).
فمؤسس دولتهم هدفه لذة الفوز بالشام واللعب باموال المسلمين . مرة دخل عمرو بن العاص على معاوية بعدما كبر ودقّ ومعه مولاه وردان ، فاخذ في الحديث ، وليس عندهما غير وردان ، فقال عمرو : يا أمير المؤمنين ، ما بقى ما تستلذه ؟ فقال معاوية : اما النساء فلا ارب لي فيهن ، واما الثياب فقد لبست من لينها وجيدها حتى وهي بها جلدي فما ادري ايهما ألين ، واما الطعام فقد اكلت من لذيذه وطيبه حتى ما ادري أيه ألذ واطيب ، واما الطيب فقد دخل في خياشيمي منه حتى ما ادري ايه اطيب ، فما شيء الذ عندي من شراب بارد في يوم صائف ، ومن ان انظر الى بني وبني بني يدورون حولي ، فما بقي منك يا عمرو ؟ قال : " مال اغربه فاصيب من ثمرته ومن علته ، فالتفت معاوية الى وردان فقال :" ما بقي منك يا وردان ؟ فقالت : ضيعة كريمة سنية اعلقها في اعناق قوم ذوي فضل واخطار لا يكافئونني بها حتى القى الله تعالى وتكون لعقبي في اعقابهم بعدي ، فقال معاوية : تبّاً لمجلسنا سائر هذا اليوم ، ان هذا العبد غلبني وغلبك !

المواضيع المتشابهه:


Hsfhf sr,' hg],gm hgHl,dm hgHl,dm hgoghtm hg],gm





رد مع اقتباس

قديم01-06-2011, 05:50 PMرقم المشاركة : 2
د.محمد الشويلي
مشرف المنتديات العلمية والثقافية

الصورة الرمزية د.محمد الشويلي






علم الدولة

المستوى :

الحياة/ 0 / 412

النشاط 117 / 16299
المؤشر 48%

د.محمد الشويلي غير متواجد حالياً


د.محمد الشويلي


افتراضيرد: أسباب سقوط الدولة الأموية

شكرا لك استاذنا الكبير
على المجهود الرائع
بطرح مواضيع متنوعة ورائعة
بالتوفيق لك
والى الامام
تقبل مروري





رد مع اقتباس
قديم01-06-2011, 06:03 PMرقم المشاركة : 3
yasir
:: عضو مميز ::

الصورة الرمزية yasir






علم الدولة

المستوى :

الحياة/ 0 / 219

النشاط 38 / 8551
المؤشر 79%

yasir غير متواجد حالياً


yasir


افتراضيرد: أسباب سقوط الدولة الأموية

شكرا لك على الموضوع
ننتضر المزيد
موفق





رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أسباب, الأموية, الخلافة, الدولة, سقوط

أدوات الموضوع‎
رابط مباشر للموضوع : 
كود BB للمنتديات :  
كود HTML : 
طباعة الموضوع طباعة الموضوعإشترك في الموضوع إشترك في الموضوعإرسل الموضوع لصديق إرسل الموضوع لصديق

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap

:: خريطة المنتدى - Site Map ::

تحميل جميع البرامج - مشاهدة صور و شروحات في منتديات توات بدون تسجيل


الساعة الآن 06:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لـtawwat Powered by vBulletin ® مننديات توات حقوق الطبع والنشر© 2011 - 2010